الأربعاء، 4 مايو 2011

تبيعى المنتخب بكام يامصر؟

تبيعى المنتخب بكام يامصر؟



غادة عبود
* إعلامية سعودية

بعد 80 مليون مبروك للشعب المصرى بفوزه عندى سؤال: ياأهل مصر، تبيعوا منتخبكم بكام؟ ولا بمليارات الدنيا طبعا. عارفة من قبل ما أسأل.

من أول بداية كأس الأمم الأفريقية و حالة الإيمان المطلق و اليقين الثابت و أمواج النشوة المهيبة التيى تمد يدها إليك و إن استحييت تظل تطلق الدعوات لك حتى تجد نفسك تصيح بكل وجدانك تقول (بحبك يا مصر) ثم يأخذك حماس من طاقة حب أكبر تهز كيانك أكثر حتى وجدت نفسى أصرخ فى الشارع مع الشباب
والأطفال و الشابات المحجبات منهم و" المُتشقرات" مصر.. مصر...مصر! يصرخ بها الناس بذات اليقين بأنها أول معنى للوجود و منتهى الرغبة لتحقيق الذات، كلمة واحدة فقط "مصر"

بس بعدين لما رجعت البيت وتوارى صوت الأبواق
والصرخات عن شرفة الدور 14 و لم يبق إلا مشهد النيل المهيب.. غصبن عنى صوت من جوايا فكّرنى: بس يا غادة إنت مش من مصر، إنت من السعودية، صحيح الفرحة واحدة، بس ليه ماعندناش فى السعودية حسن شحاتة؟

هل لأنه مفيش حد بيحب السعودية زى ماحسن شحاتة بيحب بلده؟ حيطلع ألف صوت يقولى تبت يداك، من أنت لتشككى فى حب وولاء أهل السعودية فى بلدهم.
ولكنى سأعود لأسأل أين أنتم يا شعب السعودية من بلدكم؟ ماذا قدمتم لهذه البلد؟ ليس لدى أدنى مشكلة مع الحكومة السعودية فلها بقيادة سيدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كل العرفان.
ولكن يا سيدى خادم الحرمين قد أرسلت 20 ألف طالب إلى أحسن الجامعات حول العالم تتكبد فيه الدولة كل الإمكانيات لتسهيل مهمتهم فى التعليم، ولكن رجال الأعمال السعوديين سيكونوا أول من يتنكر لشباب هذه البلد ليقولوا لهم كما قالوا لى فى جميع لقاءاتى الصحفية معهم"أنا ماأشغل سعوديين، أنا صاحب شركة و لست مؤسسة ضمان اجتماعى" هكذا بكل هدوء بل عفوا تبجح، هل يحب رجال الأعمال السعوديين بلدهم فعلا نصف مايحبها حسن شحاتة؟ و لكن قبل الحب كان الإيمان، حسن شحاتة آمن بشباب مصر وبذل من مجهود عصبى وعاطفى ووجدانى حتى يقوم بهم ليحصد الإنتصارات فيرفع رأس هذه البلد، ماذا بذلتم أنتم يا رجال الأعمال للشباب السعودى؟ طبعا مافى وقت، علشان جمع الملايين يحتاج كل وقتكم.

إن الفرحة المصرية رغم كل ما تمر به هذه البلد العظيم من ظروف أطمعتنى بفرحة سعودية وأطمعتنى أن أرى أحدا من الشعب السعودى لديه الإيمان الكافى حتى يدفع مجموعة من أهل بلده نحو ربع الفخر و العزة التى دفع بها منتخب كرة قدم بلاده لها.

نعم لدى مشكلة كبيرة مع الشعب السعودى وأنا فرد منه لأننا نتفوه بأننا نؤمن ببلادنا دون أدنى استعداد لتحريك أيدينا لندفع بلادنا للأمام فقط نقف فى دور المشاهد
وننتظر و نتكئ على الحائط حتى يتصرف أحد آخر
وكله يقول"مالى شغل الحكومة تتصرف" حسن شحاتة لم ينتظر من أحد التصرف، هو اتصرف، وضع نفسه أمام المدفع وخاطر وآمن و قال البلد دى فيها رجالة
واتصرف، من فى السعودية يصلح بأن يكون حسن شحاتة؟ إنى لاأتحدث عن مدرب، بل أتحدث عن مواطن يؤمن ببلده، هل هناك من حسن شحاتة فى أى مجال، فى الرياضة ،التجارة، أو الصناعة، أو التعليم، أو العلم، أو حتى الإعلام؟ انتظروا لأجمع ذاكرتى.......عفوا لا يوجد.

حتى فى المجال الإعلامى و لايخفى أن معظم القنوات الفضائية هى ملك رجال أعمال سعوديين ورغم ظهور هذه القنوات منذ ما يقرب من الـ 15 عاما فأنا إلى الآن لا أستطيع أن أقول بأن لدينا إعلاميين سعوديين فالإخوة مالكى القنوات الفضائية قد كرسوا شاشاتهم لبناء وتلميع وتمجيد كوادر إعلامية لبنانية و لبنانية فقط.

فى السنوات الأخيرة كثر ترديد عبارة "ارفع راسك، انت سعودى" وكنت أرفع رأسى كما تقول العبارة و لكنى بعدما رأيت وعشت تجربة حسن شحاتة سأرفع رأسى لأبحث وسط الزحام لربما وجدت شبيها لحسن شحاتة أو جدو أو زيدان (لن أبحث عن شبيه أحمد حسن لأنى لو وجدته بكل صراحة سأتزوجه فورا!!) لأضع يدى فى يده لربما نستطيع أن نفعل للسعودية ما فعله حسن شحاتة وفريقه لمصر.
نعم أحب مصر كثيرا ولكنى أغير من حبى لها على حبى لبلدى السعودية.
هل من 12 فردا سعوديا على استعداد للإصابة وتحمل الضربات والأحقاد ومواجهتها بالإيمان والإصرار لإحياء حالة من الفرحة والفخر الحقيقى على أسس إنجازيه ملموسة؟ أتمنى أن أصادفهم فنفعل شيئا من أجل بلادى، ولا أتحدث هنا عن الأعمال الخيرية، كفانا.
لا يريد الشعب السعودى تبرعات إنما مشروع مبادرة شعبية لمسيرة وطنية هادفة.

عفوا رجال الأعمال السعوديين لن تستطيعوا شراء المنتخب المصرى بملياراتكم، أعرف جيدا كيف تفكرون. ولكن صفقتكم لن تتم، عليكم هذه المرة أن تصنعوا الصفقة لا أن تشتروها، فقد كان الفريق المصرى على استعداد لبذل حياته ليفرح الـ 80 مليون مصرى
ويفخر بأن فى بلاده رجالا تؤمن بأن مصر هى الأبقى. فلتبحثوا فى شوارع الرياض وجدة والشرقية عن فريق يمثلكم ويرفع أعلامنا أمام العالم.
ما عشته لم يكن دورة كأس أمم أفريقية و لكنه درس فى الوطنية والإنتماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق