الأحد، 24 أبريل 2011

سوريا: مشيعون يلقون مصير قتلاهم وفرنسا تدين القمع "العشوائي"

سوريا: مشيعون يلقون مصير قتلاهم وفرنسا تدين القمع "العشوائي"

سقط اليوم المزيد من القتلى في سوريا أثناء تشييع ضحايا سقطوا الجمعة. وهتف آلاف المشيعين في عدد من المدن السورية بإسقاط نظام الأسد واصفين إياه بالخائن. وفيما دانت عدة دول العنف في سوريا وصفته فرنسا بـ"القمع الاعمى والوحشي"


قتل ثلاثة أشخاص على الأقل السبت في دوما قرب دمشق برصاص "قناصة" متمركزين في المباني أثناء تشييع ضحايا قتلوا الجمعة في تظاهرات معارضة للسلطة أسفرت عن أكثر من ثمانين قتيلا على الأقل، بحسب ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس. وفي تطور آخر أفادت ذات الوكالة عن مقتل شخصين على الأقل برصاص قوات الأمن السورية في منطقة درعا أثناء توجههما إلى جنازة ضحايا قتلوا في قمع التظاهرات الجمعة،
من ناحية أخرى قال شاهدان إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن السورية النيران على مئات المشيعيين أثناء محاولتهم المشاركة في جنازات محتجين مطالبين بالديمقراطية قرب منطقة ازرع في جنوب سوريا اليوم السبت. ما يرفع الى ثمانية على الاقل عدد القتلى السبت، بحسب شهود ونشطاء حقوقيون.
وأضافا الشاهدان أن مئات المشيعيين الذين تفرقوا بعد إطلاق الذخيرة الحية خارج ازرع تعرضوا لإطلاق النار عندما اقتربوا من نقطة تفتيش عند تقاطع الشيخ مسكين أثناء عودتهم إلى مدينة درعا الحدودية الجنوبية.
وكان تجمع لناشطين يتولى تنسيق المظاهرات قال إن قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد قتلوا بالرصاص 88 مدنيا على الأقل أمس الجمعة. بينما قال نشطاء إن عدد القتلى يزيد عن المائة قتيل. وقال ناشطون حقوقيون إنه بأعمال العنف التي وقعت أمس الجمعة ارتفع إلى نحو 300 عدد القتلى منذ اندلاع الاضطرابات في 18 مارس آذار في مدينة درعا بجنوب سوريا.
إدانة "القمع العشوائي"
وفي آخر ردود الفعل الدولية، دان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه السبت "القمع العشوائي والعنيف" في سوريا غداة سقوط ما لا يقل عن ثمانين قتيلا الجمعة في تظاهرات ودعا السلطات السورية الى "التخلي عن استخدام العنف".
هاجم اوباما أستخدام النظام في سوريا العنف المفرط ضد شعبهBildunterschrift: هاجم اوباما أستخدام النظام في سوريا العنف المفرط ضد شعبه
من جانبه دان الرئيس الأمريكي باراك اوباما العنف الذي وقع الجمعة واتهم الأسد بالسعي للحصول على مساعدة من إيران. وقال اوباما في بيان "بدلا من الاستماع لشعبه ينحى الرئيس الأسد باللائمة على إطراف خارجية في الوقت الذي يسعي فيه للحصول على مساعدة إيرانية لقمع المواطنين السوريين من خلال نفس الأساليب الوحشية التي يستخدمها حلفاؤها الإيرانيون." وأكد اوباما أن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين"، مؤكدا أن "هذا الاستخدام المروع للعنف ضد التظاهرات يجب أن يتوقف فورا". ورأى الرئيس الأميركي أن أعمال العنف هذه تدل على أن إعلان النظام السوري رفع حال الطوارئ لم يكن "جديا".
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات السورية"ردت من جديد بالرصاص والهراوات على النداءات السلمية من اجل التغيير". وقال مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "عليها (السلطات السورية) أن توقف فورا هجماتها على المحتجين السلميين وان تسمح بدلا من ذلك للسوريين بالتجمع بحرية مثلما يطالب القانون الدولي."
اتسعت المظاهرات لتشمل كل المدن السورية، ومنها بانياسBildunterschrift: اتسعت المظاهرات لتشمل كل المدن السورية، ومنها بانياس
مطالب دولية بالتحقيق
وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين ودعا إلى وقفه فورا وإجراء تحقيق مستقل "يتسم بالشفافية"، كما قال الناطق باسمه. وأكد بان كي مون أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن "تحترم حقوق الإنسان الدولية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي وكذلك حرية الصحافة"، داعيا مجددا إلى "إجراء تحقيق مستقل وشفاف وفعلي في أسباب القتل". ونوه الأمين العام للمنظمة الدولية ببعض الإجراءات التي اتخذت مثل رفع حالة الطوارئ التي طبقت أكثر من أربعة عقود في سوريا. لكنه أكد في الوقت نفسه أن وحده "حوارا شاملا وتطبيقا فعليا للإصلاحات يمكن أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويؤمن السلام الاجتماعي والنظام".
من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه "قلق للغاية من الأنباء بشان القتلى والجرحى في أنحاء سوريا". وقال "أدين عمليات القتل غير المقبولة التي ترتكبها قوات الأمن بحق المتظاهرين".
من جانبه، قال رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك إن إعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا "غير مقبولة". داعيا إلى الإفراج عن جميع السجناء السياسيين. وأضاف "يجب أن تتوقف إراقة الدماء منذ هذه اللحظة". ورأى أن "على النظام السوري الاعتراف أخيرا بان الأوضاع تتغير وان عليه الاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبه. الناس لن يقبلوا بمجرد تصريحات".
(ع خ /ا ف ب. د ب ا . رويترز)
يوسف بوفيجلين