الأحد، 17 أبريل 2011

فلسطينية في الخامسة عشرة وأصغر أديبة عربية في قائمة أفضل عشرة كتاب عرب عام 2009


ياسمين الشملاوي


أكتب بحد السكين ..وأخبئ الكثير من الدمع للمقبل الضبابي..!



الكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
الكاتبة : ياسمين شملاوي


حاورها : سمير البرغوثي


ياسمين غسان الشملاوي… فلسطينية من نابلس، حين تسمعها خلف المذياع غير المرئي، تعتقد انك تستمع لأديبة تجاوزت سن الحكمة، وحين يعرفها المذيع أو المذيعة ويقول لك أنها في الخامسة عشرة تذهب بك الظنون إلى أنها تقرأ من ورق أمامها، ولكن حين تشاهدها تتحدث بطلاقة في حوار مباشر عبر فضائية تلفزيونية، تتوقف لتسمع إلى بوح فتاة نضجت في رحم الأم، لتتشكل في الخامسة عشرة من عمرها أديبة لديها موهبة تضاهي كبار الأديبات العربيات.



اتصلت بها الكترونيا وهاتفيا لإجراء حوار، طلبت التأجيل لانتهاء امتحانات الفصل الأول، لم تسألني أين سأنشر هذا الحوار، ولكنها قالت سأثق انك ستنشره في المكان الذي ترى انه يليق بما أبوح.


وحين تستمع إلى إجابتها في التعريف عن نفسها « ياسمين خرجت من رحم معاناة وطن مسلوب من يائه إلى ألفه، وتلمست مع أقرانها أبجديات الطفولة المسلوبة والفرحة المبتورة» تتوقف كما توقف كل من استمعوا لحديثها عن ياسمين بقدرة رائعة في إلغاء الأنا، تتوقف لتلتقط أطراف سؤال ثان حتى تتمكن من مواصلة حوار مع أديبة هي نتاج وطن له حضارة عريقة وابنة مدينة تشتعل نارا وتقدم الشهيد تلو الشهيد، والدمع يسبق الدمع، ودمعة ياسمين لم تتوقف، وتخبئ بعض الدمع للقادم الضبابي حوار مع كاتبة طفلة عملاقة. حصلت على عضوية اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وكانت أصغر الكتاب في الاتحاد، وحصلت أيضا على لقب أصغر إعلامية في فلسطين وبعدها أصغر إعلامية في الوطن العربي، ورشحها اتحاد الكتاب المصريين في أن تكون ياسمين ضمن أفضل ألف كاتب وأديب وإعلامي في الوطن العربي ومن بعدها كانت ياسمين أصغر أفضل ألف كاتب وأديب وإعلامي عربي… وفي نهاية 2009 كانت في القائمة التي تضم أفضل عشرة كتاب في الوطن العربي، سألتها:


• كيف تعرف ياسمين عن ياسمين؟


- ياسمين فتاة فلسطينية خرجت من رحم معاناة وطن مسلوب من يائه إلى ألفه. وترعرعت ونشأت في كنف مدينة عظيمة أبية عصية على الغياب أو الكسر… ورضعت من أهلها حب الوطن… وتلمست مع أقرانها أبجديات الطفولة المسلوبة والفرحة المبتورة… مع غطرسة المحتل وعلوه وغلوه في الأرض… وبات لديها قاموس الحرمان والقهر والبطش الإسرائيلي… مسجلا بمشاهد مزجت بالدم وكتبت بزفرات وأنات المكلومين والمقهورين من أبناء شعبنا، لتغدو الشاهدة والمشهودة على واقع كل ما فيه محكوم بأمر السجان والتردي العربي وفرقة الإخوان.


• من الشخصية الأدبية العربية التي تتماهين بها؟


- ليس من الإنصاف أن احدد التماهي بشخصية أدبية دون غيرها… فالأمر مرتبط لدي بتغيرات زمانية ومكانية، فعلى صعيد الشعر العربي كنت أجد متعتي في قراءة الشعر الجاهلي، وفي فترات لاحقة وجدت نفسي وضالتي في شعر أبي القاسم الشابي، وعلى الصعيد الأدبي تنقلت اهتماماتي من التماهي المبكر مع أدبيات جبران إلى التنقل ما بين روائع الطيب صالح السوداني والسوريين حنا مينه وغادة السمان ولبنى ياسين والطاهر وطار الجزائري… ليستقر بي التماهي في الوقت الراهن مع روائع أحلام مستغانمي.


قراءات مبعثرة ثم نضجت


•ما أول كتاب قرأتيه وكم كان عمرك؟


- ياسمين بدأت بقراءات مبعثره منذ سن مبكرة من هنا وهناك… لكن بدأت بالقراءة المنتظمة والمركزة منذ سن العاشرة. ومن خلال إعدادي وتقديمي لبرنامجي التلفزيوني «نادي الأصدقاء» كثفت القراءة لمواد أدبية وثقافية ودينية ومعلومات عامة، ولقد كان أول كتاب صدقني وصدقته واحدث لدي تحولات وجدانية في حينه… كتاب فدوى طوقان “أمام الباب المغلق”.


• من قدم إليك هذا الكتاب؟


- هذا الكتاب كان موجودا في مكتبه والدي… ولقد كانت والدتي تقرأه في إحدى الليالي ولقد أعجبتها قصيدة جميلة بعنوان «معا نحن هذا المساء» ورددتها على مسامعي فتسربلت معانيها وجمالها وسحرها لكياني، فطلبت من والدتي أن تكتبها لي وحفظتها ورددتها بكثير من المناسبات… وهذا ما زاد من فضولي لأقرأ بقية الكتاب… وابحث عن المزيد مما كتبته فدوى أو كتب عنها.


• ما وظيفة والدك، ووظيفة والدتك وما مستواهما التعليمي؟


- والدي يعمل مديرا في وزارة الشؤون الاجتماعية… وهو يحمل شهادة البكالوريس في علم الاجتماع والنفس… ووالدتي أنهت أخيراً بكالوريس في الخدمة الاجتماعية.


• ما ترتيبك بين إخوتك؟


- نحن أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص… والداي وشقيقي الصغير ابن الثانية عشرة محمد.


•من اكتشف موهبتك؟


-في واقع كل ما فيه يكتب بحد السكين وفي حياة ليس للطفولة والبراءة نصيب كبير فيها نشأت وترعرعت وتلمست أبجديات الحياة… وفي هذا المشهد كان لابد لكل طفل أن يعبر عن ذاته وان يضع بصمته الخاصة… ويساهم بألوانه الذاتية في نسيج راية العلم المستقل. في هذا الجو من التكاذب والخذلان نشأ طفل هناك يحمل الحجارة، وآخر يفجر أشلاءه وآخرون يقبعون بالمساجد طلبا لنصرة رب العباد… وغيرهم التجأوا للرياضة أو الرسم أو الأدب للتعبير عن ذواتهم، وبين هذا وذاك ينجح هذا ويفشل هؤلاء. أمام هذا الواقع الأليم… وأسرة كريمة عزيزة، بدأت برسم ملامح الياسمين لدي لأنذر نفسي بما وهبني إياه المولى وما يسره لي الأهل وما قدمه لي الأصدقاء والمدرسون من الدعم والمساندة، حتى كبرت حروفي ونضجت وأمست كلمات وقصائد وحوارات متلفزة ودراسات… وظفتها جميعها، لتكون لسان صدق ووفاء لشعبي وأمتي.


•من قال بإعجاب: الله… بعد أن قرأ أول إنتاج لك؟


- أذكر أنني كنت في بداية كتاباتي أكتب على دفيتر صغير وأخبئه تحت وسادتي، وفي مناسبة ما قرأت لوالدي مما كتبت تحت عنوان من حكايات الزمان… ولا انس الدهشة التي ارتسمت على وجهه في حينها وهو يقول الله جميل، من كتبها…؟ فزادت دهشته وأنا أؤكد له بأنني من كتبها، فقال لي برفق: هل هي لك بالكامل أم انك اقتبستيها عن كاتب ما… أو لخصت بعض أفكارها؟! فلم ينفك في تلك الليلة يطلب مني أن أعيد القراءة واقرأ المزيد، وفي الصباح ذهبت وإياه لزيارة صديق له هو كاتب وصحافي ومتذوق للأدب… فقال الآخر وبطريقة والدي نفسها…الله… جميل يا ياسمين. هذه كتابة تستحق النشر..فورا، وكان ذلك، وتم في حينه نشر… ثلاث أُقصوصات صغيرة لي… بعنوان “المطر، النظارة، المصعد”.


تقول كلمات”المِصعد”: ” أبو همام”يسكن في الطابق الأول من عمارة مؤلفة من ستين طابقا وهو كلما أراد الوصول لشقته… يصعد بالمصعد للطابق الأخير ويأمره بالنزول إلى الطابق الأول… ومن ثم يجد بيته. فهو لا يشعر بالسرور… وتحقيق أعلى درجات الرضا عن النفس إلا إذا مارس حقه «بالصعود… إلى الأسفل…»؟!


• مَنْ المعلمة التي ربتت على كتفك وقالت لك أنت مبدعة يا ياسمين وفي- أي صف كنت؟


- تقتضي أمانة الحديث لدي أن لا اخصص معلمة دون الأخرى، وان كان من هامش حديث عن هذا الأمر، فانا أدين بالكثير للكثير من معلماتي اللواتي ربتن على كتفي ووقفن إلى جانبي ولم يبخلن علي بالمساعدة والنصيحة والكلمة الطيبة، أود أن اذكر بشيء من الخصوصية هنا الفاضلة المديرة انشراح سويدان.


زميلات الدراسة


•كيف تنظر إليك زميلاتك؟


-معظم زميلاتي لا يقفن على حقيقة ما يحصل لي، كشأن معظم الناس بمجتمعنا الفلسطيني، فأولويات الحياة لديهن تتعدى منظومة شعرية أو قصصية أو مقطوعة موسيقية. الناس لدينا يبحثون في أولويات حياتهم عن الأمن والأمان ورغيف الخبز. فمعظم زميلاتي بالكاد يتابعن إنتاجي الأدبي، واجدهن أكثر حضورا ومتابعة لنشاطي المتلفز. ولأنني أسعى جاهدة لتعزيز دوري الايجابي لوطني وشعبي، فإنني لا أدخر جهدا بالتواصل الايجابي مع الجميع، وأحمد الله أنني أجد دوما التشجيع والدعم من كل من يتابع كلمي وحرفي، من زميلاتي ومدرساتي وأصدقائي.


• هل يشعرن بالغيرة منك أم يفتخرن بك؟


- وأحمد الله أنني أجد القبول والتشجيع لدى معظم زميلاتي ومدرساتي اللواتي يتعهدنني بالرعاية والاهتمام والتوجيه المستمر، وكأي تجمع إنساني تتفاوت ردود الأفعال بين الزميلات ولا تصل بعض الحالات الفردية لتعميم فكرة الغيرة التي تعتبر طبيعية في الوسط المدرسي. ولكوني احرص على التفاعل والقرب من الجميع فان النظرات الأولى لأي علاقات جديدة، من حيث التردد وبعض الخشية والهيبة من أن أكون متكبرة أو متعالية سرعان ما تتبدد في أول حوار ولقاء أو تفاعل معهن، وكم يسعدني ويريحني أن التمس دوما علامات الفخر والإعجاب لدي معظم زميلاتي.


دراستي في الحكومة


• هل تتلقين دراستك في المدارس الحكومية أم في مدارس خاصة؟


- لم أحظ بأي دراسة خاصة… وجميع دراستي كانت بالمدارس الحكومية، لأنني أصلا من أسرة لا تستطيع تحمل أعباء وتكاليف الدراسة الخاصة.


فدوى طوقان


• هل قرأت فدوى طوقان وإبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وما مدى تأثيرهم على إنتاجك الأدبي؟


- فدوى صاحبة الرقة والعذوبة اللامتناهية كلمة وقلما وشخصية، فقد تعلمت منها «أن لا مستحيل تحت الشمس ولا مستحيل أمام الإرادة والعزيمة والتصميم»… فمنزلي يطل على شرفات بيتها، وفي كل مرة أمر بالقرب من منزلها ومنزل آل طوقان أشعر بإحساس يقول لي لن يموت صاحب القلم المنير… والكلمة الخالدة. وإبراهيم طوقان… معلم فدوى الأول… تعلمت منه كيف تغزل قصيدة تحكي عن الوطن وكيف يعجن الخبز بالعرق وكيف تستنشق الأرض رائحة الشهادة لتحيا وعبد الرحيم محمود الشاعر الفلسطيني الشهيد… كأني به اليوم يقول:


يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌ


ضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ


المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟ أم جئـت من قِبَلِ الضِّبَـاع تُوَدِّعُهْ؟


حَـَرمٌ مُبـاحُ لكـل أَوْكَعَ آبقٍ


ولكـلِّ أَفَّــاقٍ شـَرِيدٍ، أَرْبُعُه


وغدًا وما أدناه، لا يبقى سوى


دَمْعٍ لنـا يَهْمَـي وَسِـنٍّ نَقْرَعُه


روائي عظيم


• هل قرأت غسان كنفاني؟


-( لك شيء في هذا العالم… فقم ) غسان كنفاني الروائي العظيم والمناضل الأممي، الذي طالت كلماته هامة المحتل فقرر أن يسكته إلى الأبد، فذهب غسان وبقت حروفه نورا يهدي التائهين من أبناء شعبنا، ونارا يكوي مضاجع المحتل وأكاذيبه. غسان كان وما زال معلما يتأثر به من كتب بنهجه ومن سار على دربه ومن آمن بقضية، “خيمة غسان ورجال في الشمس، عن الرجال والبندقية، الشيء الآخر”. (أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها… الحرية التي هي نفسها المقابل)… فهو الشهيد الشاهد قال وفعل (لا تمت قبل أن تكون ندا). لن يموت غسان وراء الكلمات: (إن كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية)


غادة السمان


• ما رأيك في أدب غادة السمان؟


- كل كاتب ينقض على ألمه بقصد أن يبعده إلى عالم المجهول واللامبالاة… وأنا وبظل قراءتي المتواضعة لها أجد في غادة الكاتبة الرقيقة التي تكتب بأصابع من نسيان لألم سببه واقع وآخرون، غادة كاتبة رقيق ذات أسلوب سلس ومباشر، تسد أحاسيسها بكتاباتها فتنقلك معها إلى حيث تريد، بيسر وسهولة. قرأت لها مقتطفات من رسائل الحنين إلى الياسمين… وبعض الكتابات المتناثرة مثل «من مجالس العلق،أمومة، بوح، انفجار، كلمة حق، نزف».


• هل هناك كتب تعتبر من المحرمات عليك قراءتها وما هي؟


- لقد حَرَمتُ على ياسمين قراءة أي كتاب لا يحمل هدفا أو رسالة… فالوقت لدي أثمن من أن أضيّعه بلا فائدة أو هدف… دليلي بذلك دوما ما قاله الراحل درويش:


قصائدنا بلا لون


بلا طعم بلا صوت


إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت


وان لم يفهم «البُسطا» معانيها


فأولى أن ندريها ونخلد نحن للصمت.


أحلام مستغانمي


• مَن مِن الكتاب العرب اثر فيك ولمن تقرأين حاليا؟


- أنا تأثرت بكل كاتب عربي حمل قضية الإنسانية المجروحة بين ثنايا هذا العصر الحديث… وتأثرت بكل من حمل حرف الانتماء لوطنه وأمته وقضاياه الكبرى… وأنا حاليا في الفصول الأخيرة لكتاب «ذاكرة الجسد» للأديبة الجزائرية الجميلة أحلام مستغانمي.


•هل تتابعين القراءة عبر الإنترنت أم عبر الكتاب وأيهما تفضلين؟


- لكل قراءة خصوصيتها وأهميتها وفي عصرنا الحاضر لا غنى عن أي منهما. وحاليا وللتواصل مع المواقع الأدبية والمنتديات والأصدقاء أقوم بالقراءة عبر الانترنت، لكن لا غنى لي عن ملامسة الحروف المطبوعة وحضنها بأصابعي… للحصول على متعة القراءة الورقية التي ما بعدها متعة.


مواجهة مع المحتل


•هل تعرضت يوما لمواجهة مع الجندي المحتل؟


- حينما تسكن في بلد كنابلس فالمواجهة حتمية، فما بالك وأنت تسكن في البلدة القديمة والقصبة، التي لم يمر يوم أو ساعة دون أن تسجل بين أزقتها وحواريها وبيوتها العتيقة… قصة كفاح أو تحدى أو مواجهة مع المحتل، ولا اعتقد أن بها شبرا لم ترفعه الداء أو تصّوحه أنات الجرحى والمقهورين. والمشاهد حدث ولا حرج… ولعل ابلغها تأثيرا على نفسي، حين أعلنت سماعات المساجد عن وجود مجموعة من الشهداء بينهم طفلة، لأتبين لاحقا أنها صديقة طفولتي وبهجة نفسي «مرام النحلة»… لأركض بلا وعي صوب بيتهم غير البعيد… وأحاول المرور ويمنعني الجندي المنتشي، وأحاول وهو يصرخ بوجهي ويصوب سلاحه نحوي، اذهبي للبيت، ممنوع التجول. ولن انس مرة أخرى وأثناء عودتي من امتحان اقترن يومه باجتياح جنود الاحتلال للمدينة، وقد كنت أنا ووالدتي التي حضرت برفقتي وأخي الصغير وصديقتي… وخلال عودتنا أمرنا جنود الاحتلال بالتوقف في وسط الشارع… وبعد فترة وبدون سابق إنذار قاموا بإلقاء مسيلة دموع باتجاهنا ما أدى إلى اختناقنا وفقداني للوعي… وقد أسعفنا بعض المارة وساكنوا البيوت المجاورة للموقع بعد ذهاب دوريات الاحتلال.


•وماذا كتبت عن ذلك؟


- كتبت قصة «مرام لم تعد باسمة»… اصف مشهد استشهادها وكتبت قصة «الحمار»… التي تحكي بدلالتها عن منهج استهداف الجنود للإنسان والحيوان وكل شيء حي… من دون سابق إنذار… يكفي لأن يخيل إليهم أنه ينبض بالحياة… او الرفض .


•متى تبكي ياسمين… واذكري لنا موقف أبكاك ولا تنسيه؟


-المواقف التي أسالت دموعي وأبكت قلبي لا تعد ولا تحصى بحجم القهر والحرمان، ففي كل مرة أجد نفسي لا أستطيع أن أعبر عن كرهي لمحتلي واشمئزازي من بشاعة استهدافه للإنسان الفلسطيني، لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة، يرتفع الأدرنالين في سكر دمي وتغلي عروقي وأنا أدرك مدى الاستخفاف بالدم الفلسطيني ومدى انحياز العالم للمشروع الصهيوني القائم على جماجم أطفالنا، ومع كل عزيز وقريب وجار وزميلة مدرسة وصديقة، أو مقاوم هنا أو قائد هناك، نودعهم يزداد الدمع والألم والحسرة، وتكبر التساؤلات. لم تتوقف دمعات الياسمين لديّ، فالدمع متواصل يصغر أحيانا ويفيض رذاذا أحيانا أخرى، وما زالت ياسمين تخبئ الكثير من الدمع، للقادم الضبابي.


من أشعار ياسمين


لا بديل عن هواك


يا وطنيّ المسلوبَ أجنحةً هاهنا.. وهناك..


شطآن مجدكَ احمرّتْ ومادت في دماءٍ يسلوها..


رضاك سلا القلبُ كل جميلٍ وما سلاك..


فسما يحلق في السًما مستشهداً يبغي فِداكْ


تموتُ الروح فيك وَجدًا وما لها سِواك


وتعيشُ حين تغشاها رؤاك


تحلقُ في الفضا على ألقٍ يزينها صفاك


فتغدو أجمل الألوان يحدوها رضاك


أحمرُ


أسودُ


أخضرُ


أبيضُ


عنوان عُلاك


علمي


يا ضحكتي.. يا فرحتي


يا صفوتي.. يا سلوتي


وطني


يا مهجتي.. يا مقلتي


يا لوزتي.. يا كرمتي..


أقسمت أن لا بديل سِواك


أقسمت أن لا بديل عن خُطاك


أقسمت أن لا بديل عن هَواك