إسرائيل في انتظار الوقت المناسب لإقامة الهيكل المزعوم.. مخططات معدة لانهيار الأقصى لأسباب طبيعية إجراءات الحصار على الحرم القدسي الشريف تشدد مع مرور الأيام بناء حدائق توراتية لتهويد القدس دينياً إقتحمت مجموعات يهودية متشددة صباح يوم الخميس 23 شباط 2012 المسجد الأقصى المبارك مما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة بعد أن تصدى المصلون المرابطون لهؤلاء المتشديين. وقامت قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية بتشديد حصارها على المسجد الأقصى، ومنعت أعداداً كبيرة من المصلين من الدخول إليه في ظل دعوات متطرفة ومتواصلة لاقتحامه. وقامت الشرطة باحتجاز بطاقات هويات النساء إلى حين الخروج من المسجد بعد تهديدهن. واستناداً إلى بيان مؤسسة الأقصى أن حوالي 65 مستوطناً اقتحموا الأقصى في ثلاث مجموعات، من بينها مجموعة قادمة من مستوطنة كريات أربع في الخليل، وقامت الشرطة الاسرائيلية باعتقال ثلاثة من فلسطينيي الداخل، وأحد حراس المسجد الأقصى وهم رياض اغبارية من مدينة أم الفحم، وتامر شلاعطة من سخنين، وابراهيم خليل من قرية البعينة، اضافة الى حارس المسجد الأقصى سامر قويدر. وأعلنت الناطقة باسم الشرطة أن عدد المعتقلين بلغ سبعة مواطنين. ويذكر أن مجموعة متطرفة حاولت أكثر من مرة اقتحام المسجد الأقصى بيد أن المصلين المرابطين داخله منعوا ذلك، وتصدوا لهذه المجموعات. وكانت جماعات يهودية متطرفة من مستوطنة كريات أربع أعلنت نيتها تنظيم اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم الخميس 23/2/2012، واطلقت على هذه العملية اسم "الصعود إلى جبل الهيكل لتطهيره من المسلمين، وتأدية الطقوس التلمودية"، وهذا الاعلان دعا المرابطين من أبناء المدينة للوقوف في وجه هذا المخطط، والتواجد داخل الحرم القدسي الشريف مما أدى إلى توتر شديد، ووقوع صدامات ومواجهات بين عناصر الشرطة والمرابطين المتواجدين داخل الحرم القدسي الشريف. هذا التوتر تواصل الى موعد صلاة الجمعة 24/2/2012 إذ قامت قوات كبيرة بمداهمة ساحات الحرم بعد انتهاء صلاة الجمعة، وانهالت على المصلين بالضرب وبالقاء القنابل المسيلة للدموع مما أدى الى وقوع اصابات عديدة. التساؤل الذي يُطرح الآن: من المسؤول عن هذا التصعيد؟ أطماع مستمرة لم تتوقف لم تتوقف الأطماع اليهودية المتطرفة بالمسجد الأقصى، فهناك مساع للسيطرة الكاملة عليه، ودخول هذه المجموعات المتطرفة الى ساحاته لتلاوة صلوات تلمودية ما هو إلا مقدمة للسيطرة عليه. وهناك نية لدى كثيرين في تقسيم الحرم القدسي الشريف، على غرار ما جرى للحرم الابراهيمي في الخليل. ويجب ألا ننسى ان الحفريات تحت الحرم القدسي الشريف بدأت منذ اللحظة الأولى لبدء الاحتلال، وقامت القوات الاسرائيلية المحتلة يوم الأربعاء 7 حزيران 1967 بوضع العلم الاسرائيلي على قبة الصخرة في إشارة لنية السلطات الاسرائيلية السيطرة عليه كاملاً. وحاول المتطرفون الدخول إلى الحرم من أسفله عدة مرات، وقد تصدى لهم أبناء القدس، وأغلقوا الأنفاق التي أعدوها.. وتعرض الحرم للعديد من الاعتداءات، وأهمها إعتداء مايكل روهان الاسترالي الذي وصف بأنه مجنون إذ حاول حرق المسجد الأقصى، كما أن أكثر من متطرف حاول الاعتداء على المصلين. وقد وقعت العديد من المواجهات بين المصلين أبناء رباط المقدس، وقوات الاحتلال، وتعرض المسجد الأقصى لأكثر من مجزرة على يد قوات الاحتلال. حتى أن الحرم محاصر باستمرار إذ ان كل من يدخل اليه ويخرج منه مراقب، واذا أرادت دائرة الأوقاف إجراء أي ترميم فإن القوات المحاصرة تمنع ذلك إلا بعد التنسيق المسبق معها. تآكل الطبقة السفلية التي تحمي الأقصى في مؤتمر صحفي مؤخراً كشف الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل، النقاب عن استخدام سلطات الاحتلال لمواد كيماوية تذيب الصخور أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، ومحيطه، وذلك ضمن مخطط اسرائيلي ديني معد منذ سنوات. وقال الشيخ الخطيب أن سلطات الاحتلال تسرّع عمليات حفر شبكات الانفاق الممتدة أسفل القدس باستخدامها "مواد كيماوية" وفق أجندة ومخطط تتعاون فيه مع الأحزاب والحركات الدينية اليهودية الاستيطانية وخاصة جمعيتي إلعاد وعطيرت كوهانيم. وأكد الشيخ الخطيب أن الهدف من استخدام هذه المواد الكيماوية هو تشكيل حالة من التآكل المتسارع جداً للطبقة الصخرية التي تحمي المسجد الأقصى المبارك، أو للعمدان الصخرية السفلية التي تقوم عليها أساسات هذا المسجد. والهدف الأساسي من كل هذا التصرف إضعاف أساسات المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه لبناء الهيكل المزعوم محله. وقال أيضاً أن شبكة الحفريات التي تم حفرها أسفل الأقصى جعلت الفجوة كبيرة تحت المسجد، وأي عدوان بشري، أو مواد متفجرة، أو حالة طبيعية كهزة أرضية أو زلزال ولو بدرجات صغرى من الممكن أن يشكل خطراً كبيراً ودائماً على المسجد، وهذا ما تطمح اليه السلطات الاسرائيلية حتى يكون الهدم بفعل الطبيعة، ولا تتهم السلطات الاسرائيلية بالتسبب في الهدم، مشيراً إلى أن ما حدث في العالم 2004 حينما تصدع طريق باب المغاربة قبل أن يهدم إذ أعلن الاسرائيليون أن التصدع هذا جرى بفعل تراكم الثلوج التي سقطت في القدس. وقال الشيخ الخطيب إن بعض الأنفاق باتت تستخدم حالياً كنساً ومعابد مما يعني أنها بارتفاعات شاهقة، وبمساحات واسعة، وبالتالي تشكل خطراً على المسجد الأقصى. وأكد أن المشاريع الاسرائيلية في القدس تخص التاريخ والجغرافيا، وطالت الانسان والبنيان، منها ما هو فوق الأرض، ومنها ما هو تحتها، معتبراً أن ما يجري أسفل القدس القديمة من حفريات سرية هو الأهم بالنسبة للمشاريع التهويدية في القدس العربية المحتلة، التي باتت تشكل شبكة من الانفاق المتواصلة مع بعضها البعض، وهناك أنفاق قريبة من أسفل قبة الصخرة. وبالنسبة للنوايا والتهديدات المستمرة باقتحام المسجد الأقصى، أشار إلى أنها لا تأتي من جماعة دينية فحسب، بل باتت تأتي وتنفذ من جهات رسمية اسرائيلية، الأمر الذي يرفع وتيرة الخطر الاسرائيلي اليهودي على المسجد الأقصى. 9 حدائق توراتية حذرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها من خطورة تنفيذ اسرائيل مشروع الحدائق التوراتية في محيط المسجد الاقصى المبارك وجنوب البلدة القديمة ضمن تصعيد المحاولات الرامية لتهويد البلدة القديمة ومحيطها، وقالت: ان السلطات الاسرائيلية صعدت في الايام الاخيرة من تنفيذ مشاريع تطويق المسجد بـ "الحدائق التوراتية" و"المسارات التلمودية"، خاصة من الجهة الجنوبية الشرقية بمحاذاة سلوان، وعلى امتداد المنطقة الموصلة شمالاً الى الصوانة، والجهة الشمالية ما بين بابي العامود والساهرة. والسلطات الاسرائيلية بدأت في الأيام الأخيرة بتنفيذ أعمال بناء واستحداث مدرجات حجرية بالأسلوب التقليدي القديم، ووضع الأتربة بين هذه المدرجات، واستجلاب أشجار الزيتون والتين وغيرها وزرعها في المواقع التي يطلق عليها اسم "حدائق توراتية"، كما يجري شق طرق وبناء أرصفة تربط بين قطع الأراضي يطلق عليها اسم "مسارات توراتية"، على امتداد المساحة الواقعة جنوب شرق المسجد الاقصى بمحاذاة طرف بلدة سلوان، وعند المنحدرات الغربية لجبل الطور، وحتى منطقة الصوانة شرق شمال المسجد الأقصى، وسفوح جبل المشارف شمالاً، ويشارك في تنفيذ هذه الأعمال عشرات العمال والأدوات الثقيلة والخفيفة منها، كما تنفذ في بعض المساحات المذكورة أعمال حفريات أثرية. وفي السياق نفسه فقد أنهت السلطات الاسرائيلية قبل أيام تبليط وتجهيز موقف للحافلات بالقرب من باب العامود – أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس – بجوار ما يعرف بمغارة الكتان، بعد أعمال جرف وهدم سابقة للآثار الاسلامية في الموقع، وستخصص هذه المواقف للحافلات التي تقل السياح الأجانب والمستوطنين الذين سيزورون المغارة ومرافقها. وذكرت مؤسسة الأقصى "أن الأعمال تقوم بها السلطات الاسرائيلية وأذرعها التنفيذية كـ "سلطة الحدائق والطبيعة" و"جمعية العاد الاستيطانية" والبلدية في القدس ولجانها التخطيطية، وعبر مخطط ودعم مالي وسياسي كبير، وبحسب وثائق وخرائط "فإن السلطات الاسرائيلية تخطط لإقامة تسع حدائق توراتية بمساحة تصل الى نحو 3000 دونم. وهذه الحدائق كما يسميها الاحتلال هي "الحديقة الوطنية الملاصقة لأسوار القدس القديمة" – بمساحة 1110 دونمات حول المسجد الاقصى والقدس القديمة من جهاتها الأربع، ثلاث حدائق تحت اسم "حدائق الملك داوود" – بمساحة ما بين 20 – 50 دونماً للحديقة الواحدة"، "حديقة جبل الزيتون" – بمساحة 467 دونماً -، "حديقة باب الساهرة" بمساحة 40 دونماً، "حديقة وادي الصوانة" – بمساحة 165 دونما -، "حديقة وادي الجوز – الصديق شمعون" – بمساحة 120 دونماً -، "حديقة منحدرات جبل المشارف" – على أراضي بلدة العيسوية على مساحة نحو 750 دونماً. واعتبرت "مؤسسة الأقصى" أن السلطات الاسرائيلية تحاول عبر اقامة هذه الحدائق والمسارات تزييف الجغرافية والتاريخ والآثار، عبر طمس المعالم الاسلامية العربية الأصيلة، وتغييرها الى مسميات عبرية توراتية باطلة، وتدجين التاريخ والآثار، ومحاولة إيجاد تاريخ عبري موهوم، كما وتحاول السلطات الاسرائيلية خنق المسجد الأقصى بهذه الحدائق، وتكثيف الحضور السياحي الأجنبي والحضور الاستيطاني التهويدي، والحد من وصول المصلين الى المسجد الأقصى، بالإضافة إلى قطع التواصل الجغرافي والاسكاني بين هذه المواقع الفلسطينية. توقيت هذا التصعيد التصعيد الحالي ضد المسجد الأقصى جاء في توقيت مريح لاسرائيل، وللجماعات اليهودية المتطرفة، إذ أن العالم العربي مشغول بما يسمى بـ "الربيع العربي"، وهناك اضطرابات ومشاكل وأزمات في العديد من الدول العربية، والإعلام العالمي يسلط أضواءه ويركز على الأحداث في سورية. كما أن العالم العربي منقسم على نفسه إضافة إلى أنه ضعيف أساساً منذ عدة سنوات، وأن الدول التي تقود التوتر في المنطقة، ومنها بعض الدول العربية الخليجية، غير معنية بإغضاب اسرائيل، أو إثارتها، فهي صديقة لها، والحرم القدسي الشريف ما هو إلا أرض عادية غير مقدسة لهم.. رغم أنهم يتباكون عليه ليلاً ونهاراً. حتى ان الدول الاوروبية منهمكة الآن في أزماتها الاقتصادية، وكذلك الادارة الاميركية بدأت تهتم بالانتخابات الرئاسية التي بدأت ترتفع حراراتها يوما بعد يوم. تهويد ديني بعد أن قامت اسرائيل بسلسلة من الإجراءات لتهويد مدينة القدس، وهي إجراءات سياسية وإدارية تتمثل بالضم وفرض القوانين والأنظمة على القاطنين فيها، وقامت مجموعات يهودية متطرفة بإقامة حوالي 40 بؤرة استيطانية داخل أسوار القدس، وجدت هذه السلطات أن التهويد الاداري والعمراني والسياسي لا يكفي، ولذلك فهي تتوجه نحو التهويد الديني من خلال اقامة كنس جديدة وترميم القديمة، وجعلها بارتفاع شاهق حتى تبدو للعيان واضحة، وتظهر إلى جانب المآذن وقباب الكنائس، ومما يؤكد ذلك اقامة حدائق تلمودية، أي دينية، وكذلك المحاولات المتواصلة للنيل من المسجد الأقصى، وهم في انتظار اللحظة التي يقع فيها هذا المسجد من أجل بناء هيكلهم المزعوم مكانة. إجراءات حصار المسجد الأقصى تتسع منذ أن احتلت اسرائيل القدس في حزيران 1967 بدأت بتشديد إجراءاتها رويداً رويدا داخل وحول المسجد الأقصى، وكانت اعتداءات المتطرفين اليهود عذراً لتواجد قوات الشرطة داخل ساحة الحرم، وكانت الأوقاف العامة ترمم ما تريده وما وجب عليها إلا أن اسرائيل وضعت قيوداً على الدخول، وأخذت تضع قيوداً على أعمار من يود تأدية الصلاة في المسجد الأقصى. وها هي الاجراءات اليوم تحدد من يدخل أو لا يدخل، تحظر على المصلين من دخوله وقتما تشاء، وتمنع أية "تصليحات" أو ترميمات إلا بعد التنسيق مع السلطات الاسرائيلية. ومؤخراً بدأت بإجراءات اضافية تمنع أشخاصاً من دخول الحرم لفترة أشهر أو أسابيع أو سنوات. بحجة أن هؤلاء الأشخاص يشكلون "خطراً" على الأمن داخل الحرم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن اسرائيل أحكمت السيطرة على الحرم القدسي الشريف، فهي شبه الآمر والناهي، وهي تفعل ما تريده، تسمح بدخول المتطرفين وتمنعهم متى تشاء، وتغلق الحرم أمام المصلين وأمام الزوار عندما تود ذلك أيضاً. رمزية المسجد الأقصى إذا حصل أي شيء للمسجد الأقصى فإن اسرائيل تتحمل مسؤوليته لأنها هي التي تقوم بالحفريات تحته، وتفرض السيادة عليه.. ولكن إذا حصل شيء ما سيء (لا سمح الله) فهل ذاك يغضب أو يفرح السلطات الاسرائيلية؟ إنه يفرح لانه بعد انهيار المسجد الأقصى ستعمل على وضع شروط لاعادة بنائه، ولربما ستضع إلى جانبه الهيكل المزعوم، وكل الاحتمالات واردة ما دام العرب في غفوة عميقة يعرفون ماذا يجري في القدس، ولكنهم يتفرجون، ويرسلون الينا بيانات دعم وعطف ومساندة لا تجد أحداً يستطيع "صرفها" أو احترامها أو "قبضها". أي أن المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس كبير، وإذا انهار المسجد الأقصى فإن رمزية عروبة في المدينة تذهب معه، وهذا ما تريده اسرائيل.. وتتمناه.. وهذا ما ستؤكده السنوات القادمة لأن مخطط السيطرة على المسجد الأقصى قديم، وهو ينتظر الوقت المناسب لتنفيذه، وفي نظر السلطات الاسرائيلية والمتطرفين انه قد اقترب. فهل يصحو العرب من غفوتهم أم أنهم غير آبهين بمقدساتهم وهم آبهون فقط للرضى الاسرائيلي/ الاميركي عليهم فقط!؟ |
|
© 2007 جميع الحقوق محفوظة للبيادر |