الأحد، 1 مايو 2011

صور من بداية نهاية الديكتاتوريات العربية


صور من بداية نهاية الديكتاتوريات العربية

ما ان يسقط النظام في سورية

فؤاد الهاشم,,,

.. قبل حوالي 20 عاما، نشرت الصحف المصرية خبرا عن «جزار» يقع محله في محافظة «الجيزة»، ظل – لسنوات – يذبح «الحمير» ويبيع لحومها على اساس انها «بتلو» - أي بقري – او «ضاني» أي «أغنام»!! زميلة صحفية نشيطة ارادت ان تكشف جوانب اخرى «انسانية» لهذا الخبر، فأخذت تبحث وتسأل عن «الضحايا» ممن اشتروا من هذه اللحوم حتى عثرت على «شرطي مرور» - من النوع «الغلبان» الذي نراه في شوارع القاهرة ومخالفات الدنيا بأسرها ترتكب امامه وخلفه دون ان يستطيع ان يفعل شيئا – وسألته.. «أنت اشتريت – لحمة – من الجزار.. ده»؟! رد عليها المسكين بجملة مازالت محفورة في رأسي حتى اليوم واضحك عليها باستمرار حين قال.. «انا بقالي اكثر من ثلاث سنين باشتري منه لحمة علشان هي رخيصة اوي، ويمكن – انا وعيالي ومراتي – اكلنا حمارين او ثلاثة على الاقل لغاية دلوقتي»!! كلما وصلني خبر ضبط رجال البلدية لاطنان من اللحوم الفاسدة – والمستمر منذ شهور – سألت نفسي.. «كم اكل الشعب الكويتي – وكل مقيم على ارضه – من حمير وكلاب وحيوانات نافقة من كل نوع وجنس على مدى السنوات الماضية»؟! لو كنت قاضيا لاجبرت هؤلاء التجار الذين استوردوا تلك اللحوم الفاسدة على التهامها نيئة – ثلاث مرات في اليوم وامام عدسات التلفزيون حتى تبرد قلوب.. المواطنين، وتردع نفوس.. الباقين!!
٭٭٭
.. الزميل «سعد العجمي» - مراسل قناة «العربية» في الكويت – اتصل هاتفيا – قبل ايام، وقال ان «القناة» تريد اجراء حوار قصير معي – على الهواء مباشرة – يتعلق بمقال كتبته كان بعنوان «العاريات»!! قلت للزميل انني لم اكتب مقالا تحت هذا العنوان، لكنه.. اصر! بعد نفي مني وتأكيد منه طلب مهلة لعشرين دقيقة حتى يتأكد ويعاود الاتصال!! مرت الدقائق، وجاءني صوته وهو يقول.. «هذا صحيح.. العنوان ليس – العاريات – بل.. الباقيات الصالحات»! وهو مقال كتبته عن انشاء جمعية لـ«التشيع» انشأتها ايران في «غزة» واطلقت عليها اسم «الباقيات الصالحات» لتحول.. «الاخونجية» هناك الى.. «شيعة»، وكأنها تريد تحويل «الالمان» الى.. «سويسريين».. مثلا! قلت للزملاء في «العربية».. «الكويت نصفها جماعة بن لادن والنصف الآخر.. حرس ثوري ايراني،.. وين يخلونا هذولة نكتب عن.. العاريات»؟!
٭٭٭
.. الرئيس اليمني، ترك بلده تحترق، وتتمزق، ويسيل دم ابنائها في الشوارع والميادين العامة بفعل رصاص ولده «عبدالله» قائد الحرس الجمهوري، بعد ان قتلهم الفقر والجوع والمرض والفساد والرشاوى والذمم الخربانة لاركان نظامه، ليأتي – بعدها – ولا يجد شيئا ليتحدث عنه الا.. «لماذا يختلط النساء بالرجال في تجمعات المعارضين لنظامه»؟! انصح الرئيس - «شبه المخلوع» - علي عبدالله صالح بان يفكر جديا بمرحلة ما بعد طرده من اليمن وخلعه من.. الرئاسة، حيث لا اجد مكانا له افضل من العمل.. «كطباخ في ديوانية – أو مخيم – لمسلم البراك»!!.. الرئيس «يشخل العيش» و«عباس الشعبي يسوي.. دقوس»!!
٭٭٭
.. اكاذيب «قناة العالم» الايرانية ليس لها حدود، فقد بثت لقطات لمواطنين سعوديين قالت انهم.. «يتجمعون في تظاهرة ضد النظام في الرياض» واللقطة كانت اثناء الانتخابات البلدية التي تمت هناك – قبل ست سنوات – ومأخوذة عن القناة الاولى للتلفزيون.. السعودي!!
٭٭٭
.. آخر نكتة على «الفيس – بوك» من مصر نشرتها جريدة «الأخبار» القاهرية.. يوم أمس تقول:
.. «الليّ اوله شرم.. آخره طره»!
٭٭٭
.. خالص العزاء لرحيل المرحوم – بإذنه تعالى - «ناصر الخرافي» ولاهله الصبر والسلوان، {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت} صدق الله العظيم، {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
٭٭٭
.. قال الدكتور «عبيد الوسمي» - في لقاء بثه «تلفزيون الوطن» - انه.. «لم يقصد شخصا بذاته بكلمة – بعض الكلاب – بل هو موجهة للفاسدين ومروجي الخمور واللحوم الفاسدة»!! هذا صحيح، فأغنية المطرب «محمد عبده» وهي «بعاد كنتو واللا قريبين»، كان المقصود فيها.. «التعاطف والمساندة مع المماليك في مصر حين حاربوا جيش.. المغول»!!
٭٭٭
.. آخر كلمة:
.. ما ان يسقط النظام في سورية – بإذن واحد أحد – حتى يتجاور زعيم النصر الإلهي حسن نصر الله ورئيس واعضاء حكومته الحالية في زنازين متصلة داخل سجن.. «رومية»! «يعني مصر.. ايوه، ولبنان.. لأ»؟ و.. الايام بيننا!!

حتى لا يأكلوا في درعا القطط والكلاب


حتى لا يأكلوا في درعا القطط والكلاب
عبد الرحمن الراشد ,,,

الوضع المأساوي في درعا يؤكد أن السلطات السورية لا تريد إنهاء مظاهرات البلدة، بل تريد أن تجعلها درسا وعبرة لبقية المحتجين عليها في أنحاء الجمهورية. وكل التقارير تؤكد ذلك، لأن وضع هذه البلدة الصغيرة بالغ الخطورة، هناك جثث في الشوارع، ومرضى بلا علاج، واقتياد مئات الشباب إلى معسكرات، ومقطوع الماء والكهرباء، وممنوع دخول الأغذية والأدوية، وفوق هذا نهب شبيحة النظام المحلات التجارية والبقالات، وحتى الصيدليات!

مخطئ النظام السوري، فدرعا ستكون بالفعل عبرة لبقية الشعب السوري، لكن ستكون عبرة ودرسا لهم ضد النظام وليس خوفا منه. روايات درعا استفزت الشعب السوري ضد السلطة وممارساتها. قد تكون هذه البلدة الحدودية الهامشية هي كعب أخيل الحكم في دمشق، نقطة الضعف التي ستقضي على النظام القوي المنيع الذي عجزت عنه كل القوى الأخرى طوال أربعين عاما. درعا أثارت عواصف الاحتجاج في المدن السورية، واستفزت مشاعر العرب، بما فيهم المتعاطفون مع النظام من قبل، ووصلت صرخات أهلها حتى دول العالم البعيد، استنكار ودعوات عالمية للتدخل وربما التغيير. درعا هي سبب ثورة في عرض العالم ضد نظام سوريا. الجميع غير مصدق ما يحدث هناك، وما وصفه أحد التقارير المستقلة بأنه مماثل لما كان يفعله الصرب بأهالي البوسنة والهرسك عندما كانت القوات الصربية تعزل المدن الصغيرة وتنكل بأهلها، وتجوعهم. حصارها يذكر بحصار مخيم تل الزعتر الذي دفع سكانه إلى أكل القطط والكلاب من أجل البقاء. الأجهزة الأمنية السورية الشرسة تتعمد ترك الجثث تتعفن في الشوارع، واستهداف البيوت من قبيل الترويع، ونهب الصيدليات وإغلاق المستشفيات أو ملاحقة الأطباء المعالجين، تريد ردع أهالي درعا رغم أن البيانات الرسمية تقول إن المحتجين في البلدة هم قلة مندسة، والسؤال لماذا الحجر وقتل كل سكانها؟

نحن ندرك أن السلطات السورية تقاتل من أجل مصيرها وليست تعالج حالة تمرد أو تقارع جماعة إرهابية، أمامها انتفاضة ضخمة تزداد سخونة جمعة بعد أخرى، ولن يطفئها اعترافات مشبوهة على التلفزيون، ولن يمنع الحقائق منع الإعلام من دخول مواقع المواجهات والمظاهرات. ما الذي ستفعله السلطات أمام تزايد الانتفاضات في كل أنحاء البلاد، ومئات الآلاف من المحتجين الذين لا يبالون بقوات الأمن والجيش والشبيحة؟ في كل مرة تظهر الصور الدامية والمروعة، كل يوم تخسر فيه شريحة إضافية من مواطنيها الذين يتخلون عن تصديقها وينضمون إلى الراغبين في إسقاط كل النظام.

إن أراد النظام النجاة من طوفان التغيير عليه أن يقدم تنازلات حقيقية، عليه أن يخفف قبضته وسلطته الكاملة، كما سبقته كل دول العالم. حتى أقرب الجماعات إلى سوريا بدأت تباعد بينها وبينه، بما فيها حركة حماس التي عاشت ردحا من الزمن على دعم النظام السوري وتأييده. تركيا هي الأخرى تطالب النظام أن يتغير حتى لا يغير. أما دول مجلس الأمن التي حاولت منع أي قرار دولي يستهدف النظام السوري، مثل الصين وروسيا والهند، فهي ستبيعه قريبا عندما تظهر المزيد من روايات مأساة درعا وبقية المدن السورية.

لا بد أن في دمشق أزمة بين رجال الحكم، فهم يختلفون على كيفية مواجهة الأزمة. وكان الرئيس بشار يتهيأ لإصدار قرارات إصلاحية بعد خطابه الأول لكن يقال إن الاعتراضات من رفاقه في الحكم دفعته للتراجع وتغليب الحل الأمني، وهي الإصلاحات التي بشرت بها الوزيرة بثينة شعبان، وسربتها وسائل الإعلام السورية. وبكل أسف خسر النظام تلك الفرصة، وحتى لو قدمت اليوم تنازلاتها الموعودة فستكون متأخرة، لا بد من أكباش فداء من القيادات نفسها، وإعلان برنامج إصلاحي واسع، وتحديد موعد لانتخابات مجلس الشعب برقابة دولية، وربما بعدها يفلح النظام في ترميم ما هدمه بنفسه.

جدلية «أمانة الجامعة العربية»...

جدلية «أمانة الجامعة العربية»...

جميل الذيابي,,,

هناك جدل سياسي وثقافي وإعلامي عربي هذه الأيام حول منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد إعلان عمرو موسى التخلي عن المنصب، بنيّة الترشّح للانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة.
هنالك من يريد مكافأة ثورة 25 يناير، بمنح منصب الأمين العام لمصري آخر، بغض النظر عن شخصية المرشّح وكفاءته ومؤهلاته وقدراته على اختراق الممرات العربية «البيروقراطية».
في «الحياة» يرى الزميل داود الشريان في مقالة بعنوان «الفقي في الجامعة العربية»، أن مرشّح مصر مصطفى الفقي هو الأنسب لوزنه السياسي والديبلوماسي، ولكونه من مصر التي تعيش حالة تغيير كبير على خلفية أحداث ثورة 25 يناير. وفي «الشرق الأوسط» يدعو الزميل طارق الحميد في افتتاحيته «التفوا حول مصر لا عليها» إلى القبول بمرشّح مصر لهذا المنصب، والالتفاف حولها في هذا الظرف التاريخي، لأن غياب القاهرة عن المشهد العربي ولو لحين ستكون له تبعات.
في المقابل، يختلف مع الكاتبين (السعوديين) الكاتب المصري علي سالم في مقالة بعنوان «أمانة الجامعة العربية والعاصفة الترابية القادمة»، إذ يقترح ألا تقوم بلاده بترشيح أحد للمنصب، لافتاً إلى «أن مصر البلد والشعب ليست هي الأمين العام للجامعة، بل هو مجرد مواطن مصري اختاره ممثلو دول الجامعة، ومن حقهم بداهة أن يختاروا شخصاً آخر ينتمي لبلد عربي آخر طبقاً لقواعد الديموقراطية التي نحاول جاهدين طوال الوقت إقناع الآخرين بأننا نعشقها».
ومع احترامي وتقديري للزميلين الشريان والحميد، ومن يحضّ على الرؤية «الأبوية» نفسها، سواء كانت حكومات أو مواطنين أو إعلاميين، إلا أنني اختلف مع رؤيتهما، واتفق مع رأي علي سالم لأسباب عدة سأتطرق إلى بعضها.
أعتقد أن الدعوة بغية مكافأة مصر، ستعوق عمل الجامعة في المستقبل القريب، وستسقط أوراق «الربيع العربي» ليصبح «خريفاً»، وستعيد صوت الجامعة إلى «حنجرة» مبحوحة، كما أنها بمثابة التكريس للعمل العربي التقليدي، لا العمل العربي المشترك القائم على مبادئ الفرص الواحدة والعدالة والمساواة بين الدول، صغارها وكبارها.
أيضاً، مثل هذا الطرح يكرّس معاني الوصاية، وتضخيم الأدوار في زمن العولمة، كما أن «ديمومة» المنصب لدولة بعينها تعني الرجعية، سواء كانت حكومية أو شعبية، وهيمنة نمط التفكير القديم، وهو ما يعد انقلاباً على ثورات الشباب وحالة التغيير الديموقراطي والإصلاحات التي تسود البلدان العربية، بما فيها مصر نفسها.
عندما ثارت الشعوب في ما يسمى بـ «الربيع العربي»، كانت ترفع الشعارات ضد السائد والبائد، وتطالب بالحرية والدفع بمن يساند رغباتها وطلباتها، ويناقش همومها، ويهتم بطموحاتها من ذوي الكفاءات، لرسم مستقبل منطقة يكون دور المواطن فيه أولاً.
أعتقد أن الدعوة لتعيين مرشّح مصري «وصاية» فيه إجحاف لمبادئ ثورة 25 يناير لا مكافأة لها، كون الثورة قامت على الدعوة إلى الإصلاح والعدالة والحرية والديموقراطية، لا الديمومة والاحتكارية والأبوية، وتعيين الأشخاص بطريقة تقليدية «محضة».
منهجية العمل العربي القديم غير مرغوب فيها البتة من شعوب عربية تطالب بسيادة مبدأ الشفافية والديموقراطية والحرية، سواء كان ذلك في مؤسسات البلدان نفسها، أو من خلال منصب الأمين العام للجامعة التي تمثلها، ما يعني ضرورة الابتعاد عن فكرة المجاملات والتفاهمات الكرتونية، التي تعطّل العمل المشترك كما حدث خلال السنوات الماضية.
كما أن تقديم المنصب لمرشّح مصر فيه تكريس آخر لمفهوم أنه منصب «تشريفي»، دور شاغله لا يتجاوز التقدير لدولة المقر ومكانتها وحجمها، وليس وفق دراسة كفاءة المرشّحين وعلاقاتهم وقدراتهم على مواكبة تطلعات الشعوب وطموحاتها.
ما المشكلة في تدوير المنصب، خصوصاً أن هناك تجارب ناجحة لتكتلات إقليمية ودولية تعمل بنظام التدوير، وفي مقدمها الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، فعلى رغم أن مقره في بروكسيل، إلا أن المناصب الرئيسية، مثل مفوّض العلاقات الخارجية ورئيس الاتحاد ورئيس البرلمان الأوروبي، يتم الانتخاب فيها عن طريق الاقتراع، بغض النظر عن الدولة التي ينتمي إليها أو حجمها، كما أن منظمات أخرى يتم فيها نظام التدوير عن طريق التوافق، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
منذ إنشاء جامعة الدول العربية في العام 1945 مرّ عليها ستة أمناء، خمسة منهم من مصر، وواحد من تونس هو الشاذلي القليبي، الذي اُنتخب أميناً عاماً للجامعة إبان انتقال مقر الجامعة لتونس في 1979 على خلفية توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد، ما يشير إلى أن اسم الأمين العام مرتبط بدولة المقر، وهو خطأ يجب تجاوزه وتوارث غير مقبول، على رغم أن ذلك ليس مدوّناً في ميثاق الجامعة، إذ تنص المادة الـ 12 على تدوير المنصب، وهو ما يستدعي البدء في تدوير منصب الأمين العام ومساعديه، وتغيير هيكلة الجامعة وأدوارها.
أعتقد أنه من الأفضل قدوم أمين عام جديد للجامعة من خارج مصر، وحبذا لو يكون عبر صندوق الاقتراع، وبعيداً عن الفرضيات والمجاملات والتفاهمات «المسبقة»، أو مكافأة الثورات، أو رغبات حكومات معيّنة، فمن يريد تقديم مكافآت للثورة، فليعمل على مساندة مصر ودعمها اقتصادياً، وضخ رؤوس الأموال التي تعوّضها عن المساعدات والقروض الأجنبية المشروطة.