الاثنين، 31 أكتوبر 2011

طالبتهم بإدراك أن النظام يستخدمهم كدروع بشرية


طالبتهم بإدراك أن النظام يستخدمهم كدروع بشرية

الكاتبة سمر يزبك تخاطب طائفتها العلوية: بشار الأسد قاتل وعائلته طاغية ومجرمة

الكاتبة السورية سمر يزبك
الكاتبة السورية سمر يزبك
دبي - جمعة عكاش نُقل عن الكاتبة السورية، سمر يزبك، قولها أنه في الأيام الأولى للثورة "أحد الشباب الذين استشهدوا في درعا، وضعوه في البرّاد، وهو حي "براد القتلى"، ولما أخرجوا جثته، وجدوه قد كتب بدمه: "وضعوني هنا وأنا حيّ، سلامي لأمي".

مرت الأيام ومشهد نزيف دم "الشاب الحي" انتقل من درعا إلى أرياف دمشق وحواضرها وإلى مدن سوريا بكاملها.

رصاصٌ قتل الخوف، ولم يقتل الثورة، وصفت سمر يزبك، حقيقة مستخدميه، ورغم أنهم من نفس طائفتها إلا أنها وصفتهم بالقتلة والعصابات المجرمة، وطالبت أبناء الطائفة بعدم التحول إلى وقود لنيران أشعلوها في مدن سوريا.

المتظاهرون نور سوريا


تشجع سمر يزبك في بداية كلمتها على الفيسبوك المتظاهرين فتقول "لو كان الإمام علي بن أبي طالب يعيش بيننا، لكان أول متظاهر فوق الأرض السورية الكريمة، ولرأيتم وجهه دامياً، المطالبون بالحق، والذين تمرغوا تحت أبواط العسكر والأمن، هم فكرة نور من وجه الحق الذي نادى به الإمام".

تخشى الكاتبة غضب أهلها لكنها تجد من الضرورة تنبيههم وإيقاظهم فتقول: "أعرف كم سيغضبكم هذا الحديث، أعرف أنكم تبرأتم مني، الآن لم يعد هناك من مجال للوقوف بشكل حيادي تجاه ما يفعله النظام المستبد بكم، قراكم الفقيرة، ورجالكم الذين تحولوا إلى مرتزقة، ومثقفوكم الذي قضوا عمراً في سجون النظام، النظام المتمثل بعائلة طاغية تجعل منكم درعاً بشرياً لها، وتستمر في جبروتها وطغيانها، وتحرفكم عن مسار الحق الذي طالما سعيتم في الأرض، وتشردتم وذقتم عذابات لا هول لها من أجله".

ولكي لا يربطوا الطائفة بالنظام، فالأولى باقية، بينما الثاني زائل من نظرها. وتتابع: "زوال العائلة المجرمة الحاكمة لا يعني زوالاً للطائفة. الطائفة أبقى، وأعز، يذهبون وتعيشون بين إخوتكم، لهم ما لكم، ولكم ما لهم، وعلى أسطر ثقافتكم وفلسفتكم تعلمت معنى أن نقول الحق، ولو على موتنا، ألم يدفع الإمام علي بن أبي طالب حياته ثمناً للحق؟".

انظرو إلى الحقيقة

تطالب سمر أبناء "طائفتها" النظر إلى الحقيقة فتقول: "إلى متى لن تروا الحقيقة، وقد تحول الدم السوري إلى ماء؟ والعصابة الحاكمة التي جعلت من السوريين قتلى يتعفنون في الهواء الطلق ولا يدفنون، جعلت منكم آلات قتل لها".

"أسامحكم لأني أعرف الألعاب الشيطانية التي مارسها النظام عليكم، والخوف الذي حولكم إلى تابعين، تُظلمون الآن أكثر مما ظلمتم في تاريخ إباداتكم والمذابح التي تعرضتم لها. لكن التاريخ لن يسامحكم. التاريخ سيقف ويشهد أنكم أنتم من عانيتم من القتل، تحولتم إلى قتلة، وإمامكم عندما خير بين أن يكون قاتلاً أو قتيلاً، اختار أن يكون قتيلاً".

"لا تصدقوا الجلاد فيما يقوله، الطاغية واحد في التاريخ، يغير شكله، ولكن روحه تبقى، وقد خدعكم هذا الطاغية بلبوس الدين، وهو منه بريء، يدا الطاغية مغمستان بدماء أخوتكم في الوطن، بدماء السوريين، هو روح الطاغية التي قتلت الحسن والحسين".

كمن يريد أن ينقذ أهله، تختم سمر يزبك خطابها: "انزعوا القشور التي زرعها نظام القتل والإجرام، واستعدوا للعودة إلى طهارتكم وطيبتكم وثقافتكم وأصلكم. وإن لم يحدث هذا، فقدت انتهيتم وانتهى معنى وجودكم الفلسفي والروحي، وذهب نوركم الأعلى إلى غير رجعة".

على قائمة الشرف

لم يكن انحرافاً عن الدرب ما قالته الكاتبة السورية، سمر يزبك، على الفيسبوك، فطالما عرف عنها الدخول في "المحرمات" عبر كتاباتها ورواياتها، لا سيما في "الصلصال" التي تحكي عن المؤسسة العسكرية في المجتمعات العقائدية والشمولية، وتشير فيها سمر يزبك بالترميز إلى شخصيات نافذة بالمجتمع السوري، كذلك فعلت في روايات أخرى وكتابات مستمرة لم تنقطع كنهر، يروي على طرفيه جذور نخوة سورية لا مثيل لها.

سجل حافل، ومواقف مشرفة، وضعت اسم الكاتبة سمر يزبك على لائحة الشرف التي تضم مؤيدين آخرين للثورة السورية مثل أصالة نصري، وسميح شقير، ومي سكاف، والمسرحيان ملص، ومحمد آل رشي وغيرهم ممن أكدوا أن الفن و الثقافة، التزام وليس تمثيلاً.