الأربعاء، 4 مايو 2011

غادة عبود في اليوم السابع: وفيها ايه لما يخونكـ؟


غادة عبود في اليوم السابع: وفيها ايه لما يخونكـ؟

 سألتها: بتحبيه؟ جاوبت عينيها قبل ما تنطق: أيوه، بحبه جداً، فاستغربت: وسيبتيه ليه؟ ردت: خان.. يخون.. الحاحا!! سألتها: مش كان بيرجع؟ قالت: نعم.. واستفسرت: وأنت عارفة والناس كلها إنو أتم مع بعض بس بياخد لفة فى الخفاء أو فاصل إعلاني.. ثم يعود إليك؟ استنكرت: إيه ده!! يعنى إيه؟ وكرامتى؟ يخوننى إذا يجرح كرامتى.. كرامتى يا غادة كرامتى!!!



مفهمتش برضه، أيوه مال كرامتك؟ كرامتك محفوظة انت زوجته، أو خطيبته، أو حبيبته وأنت تعلمين ذلك جيدا، فمن أركان الخيانة أن يدرك الخائن بأنه يفعل أمرا خاطئا فى حق الطرف الآخر لذا يأخذ كل احتياطاته بأن يخفيه و يدفنه ويفعل كل ما أتيح له حتى لا ينفضح أمره، وبعدين حتى الطرف الثالث المشترك فى الخيانة يكفيه بأنه أول من يعلم بأنه طرف فى "الخيانة".



فأين المساس بكرامتك طول ما أنت عاملة نفسك مش واخدة بالك؟ طنشى يا ستى، عشان الموضوع يكمل



والمشرحة مش ناقصة قتلى!!

التفتت لى وقد كظمت غيظها: قلت إيه؟ من دى اللى تطنش!!! إزاى أعمل نفسى مش واخدة بالى؟ هو لما بيخونى مش كل مرة بحس بخيانته؟ و تتدبح كرامتى؟ ده أنا كنت بقفشه كل مرة و بواجهه، ميقدرش يخون ذكائى وأعمل نفسى مش واخدة بالى!! أنا زيى زيه.



طبعا طنشت خطاب "حقوق المرأة" وسألتها: إذا كان أجمد وأذكى ست فى العالم، عملت نفسها مش واخدة بالها؟ أنت هتعملى نفسك أحسن منها؟

نابها الفضول: إيه ده مال هيفا؟ لأ ما تقوليش.. أنا بحبها قوى.. سبقتها قبل أن تبكى: لا، هيفا بخير إن شاء الله، أنا بتكلم عن أبلة هيلارى كلينتون واسترسلت.



يعنى الست هيلارى كلينتون لما كانت طالبة قابلت الراجل اللى مقتنعة به و اتجوزوا و قرروا هما الاتنين إن هما يبنوا حياتهم معت بعض.. وكان بناء حياة و تحقيق الهدف هو كل ما كرست له حياتها، و ربنا كرمهم كدة و بقى جوزها، رئيس مجلس إدارة العالم وهى حرمه المصون.



هوبا، توقع الفاس فى الراس، والعالم كله يطبل على خيانته لها، لأ وإيه بقى الست التانية بقت نجمة الموسم وحوارات ومقابلات تليفزيونية وهيلمان، أبلة كلينتون فتحت بقها؟ خالص.. طب اعترضت؟ أبدا..



والموضوع كان على الملأ وعلى عينك يا تاجر، ليه بقى الست ما ثارتش وزعقت و قالت كرامتى؟ يعنى هيلارى كلينتون معندهاش كرامة.. وست منكسرة ومسلوبة من حقوق المرأة؟!!



طب تعالى نكمل شوية مع الست دى، بعد ما جوزها طلع معاش، بقت عمدة أصيع ولاية وهى ولاية نيويورك، ازاى بقى وصلت للمركز ده وهى معندهاش كرامة؟ تفتكرى معندهاش كرامة ولا معندهاش ذكاء تحديد الأهداف و تحقيقها؟.



بلاش، الست دى بقى كانت من الذكاء والقوة أن تكون مرشحة للرئاسة وتعمل منيكير فى نفس المكتب بتاع جوزها، ناس كثير قالت بعد الخيانة العلنية دى، إنه للحفاظ على الشكل العائلى هى مستنية لما جوزها يسيب المنصب وهتتطلق.



بس ما اتطلقتش.. و بالعكس جوزها فضل معاها فى رحلتها الانتخابية جنبها ومساندها بكل الوسائل. هتقوليلى اعتبارات سياسية، طب وهو الجواز إيه غير مجموعة من الاعتبارات السياسية؟ ونرجع لأبلة هيلارى، هو فى الفترة اللى كانت فيها عمدة نيويورك مش كان من الممكن إنها تتجوز حد من كبار رجال المدينة؟ ما عملتش كدة ليه؟ فضلت مع جوزها ليه؟ قلة كرامة؟ لأ أبلة هيلارى عرفت تثبت للعالم إنها الإنسانة الطموحة الناجحة ورفضت تمثل دور الضحية فى تمثيلية الخيانة.



انت عايزة تقنعينى، انو قبل ما الموضوع يتسرب للإعلام، إنه جوزها لما دخل عليها وهو لسه راجع من الخيانة طازة، إن هيلارى ما كانتش عارفة؟ طبعا كانت عارفة.. العشرة بتخلى الواحد يحس بالتانى من غير ما ينطق.. بس هى عندها عزة نفس أبقى من أن تقف عند الخيانة واعتداد أكبر من أن تهوى بكرامتها لتساوى نفسها و وجودها، فى حياة من اختارت بأن تكون له الماضى والحاضر والمستقبل، بمجرد فقاعة هوا: نفخها.. طارت فى الهوا.. فرح ثوانى وفرقعها.. ورجع فين؟ لبيت زوجته و حبيبته.



استشاطت منى غيظا ومدت يدها إلى حقيبتها فى عصبية وقبل أن تغلق الباب بعنف وراءها قالت لى:

بصى يا غادة!! انت مش أكثر من بطلة من ورق!! أنا مالى ومال هيلارى؟ أنا واحدة بتدور على علاقة سوية.. إنسانة تخلص وأقل حقوقى أن أجد الإخلاص الذى أعطيه، أنت عمرك ما هتفهمى عشان عمرك ما جربتى تكونى فى موقفى!! ومن الآخر كدة، كابتن مصر أحمد حسن اللى بتحبيه متجوز.. فوقى بقى من خيالاتك اللى بلا ظل دى!!!! قال هيلارى قال؟ أنت مالك ومالها؟ ما هو حد فينا أكيد مش سوى!! يا انت اللى عايشة فى خيالك، يا أنا اللى عايشة الواقع، يا أبلة هيلارى اللى حققت المستحيل!!!



و صفقت الباب وراءها، و فكرت فى كلامها، و قلت صح أكيد حد فى الثلات أمثلة مش سوى: بس مش احنا كأشخاص و لكن حد من الثلاثة دول متمثلين فى الآتى: الواقع، أم الخيال، ولا المستحيل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق