الاثنين، 26 نوفمبر 2012

إنكتاب =أفكار= إنجازات

إنكتاب =أفكار= إنجازات



عندما اتفقت وصديقتي خلود على الذهاب لمعرض الكتاب(نون) الذي نظمته مجموعة انكتاب ...لم أعلم أننا ذاهبتان الى مظاهره ثقافيه!  
مظاهره سادتها اجواء احتفاليه شبيهةً بأجواء العيد ...وما زاد الاجواء روعه تساقط خفيف لقطرات المطر ; و أخيراً شارع الثقافه يحتضن حدثاً ثقافياً بأمتياز ! 



إنكتاب : هم مجموعه من الشباب والصبايا المحبون للكتب والقراءه يعرفون ب  (الإنكتابيين )ويجتمعون كل اسبوعين لمناقشة كتاب اتفقوا على قراءته مسبقاً مستضيفين مؤلف الكتاب إن امكن .فقد سبق لهم استضافة الكاتب الكبير مريد البرغوثي عند مناقشتهم لكتابه "ولدتُ هنا , ولدتُ هناك " والدكتور أيمن العتوم لمناقشة روايته " يا صاحبيّ السجن".
لا اعلم متى بدأت مجموعة انكتاب او كيف بدأت !
لكن اليوم اعلم انهم استطاعوا ان يحققوا ما لم تستطع وزارة الثقافه أو وزارة الشباب "المأسوف على شبابها" او وزارة التربيه أو التعليم ولا حتى التعليم العالي ان يحققوه  مجتمعين !
مجموعة انكتاب مجموعه شبابيه اردنيه يستحقون ان نفخر بهم ونرفع لهم القبعه ...فقد قاموا باحياء فكرة الملتقيات الفكريه والصالونات الادبيه بطريقه حديثه بسيطه بعيده عن التكلف والشكليات المصطنعه وعملوا فعلياً متطوعين لتحقيق انجاز عجزت عنه جهات عليا مخصصه لهذا الهدف ولم نسمع منهم الا شعارات وعبارات صماء بدون اي افعال.

جلسة مناقشتهم مع أ.مريد البرغوثي (الصوره مأخوذه من صفحتهم على الفيسبوك)

مجموعة إنكتاب وبجهود تطوعيه بحته استطاعوا ان ينضموا معرضين للكتب بفكره بسيطه لكنها عبقريه ...هي فتح الباب لمن لديه كتب قديمه يود بيعها وعرضها لمن يرغب بشرائها ... بأسعار زهيده,
كتب متنوعه أدبيه , دينيه ,فلسفيه ,أطفال , مجلات ,وحتى الكتب الجامعيه لها مكان .

تم تنظيم المعرض الاول في قلب مدينة عمّان الثقافي في جبل اللويبده \ساحة باريس في شهر حزيران الفائت ولاقى معرضهم نجاحا كبيراً ونفدت الكتب المعروضه خلال ساعتين من بداية المعرض ولم يتبق اي كتاب للعرض خلال ساعات المعرض الاخيره , فأعادوا الكرّه يوم أمس بمعرضٍ ثانٍ أطلقوا عليه أسم"نون" في شارع الثقافه بالشميساني .
 جموع غفيره ...أغلبهم شباب وصبايا لم يتزاحموا على ابواب المولات في عطلة نهاية الاسبوع ولا في محلات الثياب في ليلة عيد ...وانما جاؤوا ليقرأوا.
رجال ونساء لم يتجمهروا امام بسطات تبيع البطاطا او الخيار وأنما جاؤوا يبحثون عن كتب بأسعار لا تقصم ظهر ميزانية البيت الشهريه.

مجموعة انكتاب استطاعت وبمجهودات تطوعيه ان تنظّم المعرض وتسوّق له بنجاح من خلال صفحاتهم على الفيسبوك و التويتر.
 وبالرغم من أنني لم أخرج من المعرض بأي كتاب ...ألا اني اكتفيت بمراقبة الاحتفاليه بسعاده :) 
راقبنا الجموع خلود وانا من الاعلى و تبادلنا اطراف الحديث مع بعض الموجودين المتفقين على رأي واحد "هينا بنحب القراءه وما شاء الله علينا ":)
ثم تمشينا حول المكان و ختمنا مشوارنا الثقافي بثقافه ايسكريميه لذيذه :))



ما شهدته امس جعلني أتسائل :لم لا يتم تنظيم مثل هذا المعرض بصوره  دوريه , 
  و برعايه من الجهات المختصه كمكتبة أمانة عمّان مثلاً او دور النشر التي تكدّست الكتب القديمه في مستودعاتها....
ولماذا لا يكون هناك مكان دائم لتداول الكتب المستعمله ك "سوق الازبكيه" الموجود في القاهره ؟ 
أليس الانسان أولى بالاستفاده من الكتب بدلاً من الفئران ؟؟؟ او بدلاً من ان يتم أتلافها او بيعها بالكيلو لباعة الترمس والذره المسلوقه !
 اذا كان الشباب والشابات المتطوعين اللذين عملوا لاسابيع متواصله في التنسيق و استلام وجمع الكتب ثم فرزها وتوضيبها ونقلها وترتيبها في مكان العرض ...  ومن ثم وقفوا ساعات لبيعها...أن كانوا قادرين على انجاح هذه الفكره فلماذا لا تنجح بتنظيم رسمي ؟؟؟؟ (على الاغلب ستفشل سريعاً ان اصبحت تحت مظله رسميه وستتعرقل أمام عقبات الروتين والبيروقراطيه والقرارات التي تنتظر التوقيع) ولكنه مجرد تساؤل !

وهنا انقل بعضاً مما كتبه المدون جابر محمد جابر على صفحة المجموعه في الفيسبوك وهو احد الاعضاء الانكتابيين:

العمل التطوعي في الغالب لا يكون عملا ممتعا , وحتى ان استحضرت الأجر الأخروي من هذا العمل فهذا لا يخفف كثيرا من المشقة الناجمة عنه , لكن المفارقة الجميلة , والأمر العجائبي الحاصل في عمّان منذ أسابيع ان العمل التطوعي قد بات حمى اجتاحتنا فصرنا نتغيب عن الجامعة من أجل إدخال بيانات ما الى الكومبيوتر , أو صار أحدنا يتهرب من عمله ويتذرع بالمرض فقط ليتمكن من المساعدة في تصنيف كتب ما , أم ثالثنا فكان يغلق أحد هاتفيه ويدور بسيارته كما سائق التكسي على مختلف مناطق عمّان بحثا عمن يريدون إيصال كتبهم للمعرض .
خلية نحل بشرية , هكذا رأيت مجموعة من الشباب العمّاني ذكورا وإناثا يصلون الليل بالنهار من أجل إنجاح معرض لم يجبرهم أحد على إقامته سوى إيمانهم المطلق اللانهائي بأهمية القراءة , وبقدرتها الهائلة على النهوض بمجتمعاتنا , شبان وشابات لن تذكر أسمائهم الصحف ولا المواقع , ولن ينالوا على العرق الذي سكبوه مديحا ولا ثناء ولكنهم ليس لأجل هذا فعلوا _ ويفعلون _ ما يفعلون , ولكن لأنهم رفضوا ان يكونوا جزءا من القطيع المتشائم , رفضوا أن تظل إحصائية  ا
لدقائق الست التي يقرأها العربي هي السائدة , قرروا وبأرواحهم قبل أذهانهم , وبقلوبهم قبل عقولهم أن يثبتوا للجميع , أو بالأحرى أن يكرروا تقديم الإثبات الواقعي والمشاهد أن العربي , أن الأردني يقرأ إن أتيحت له الفرصة , أن العربي يقرأ ان أنقذتموه من جشع بعض أصحاب دور النشر , أن العربي يقرأ إن وجد قوت يومه ."


 
إنكتاب ... شكراً لكم والله يعطيكم ألف عافيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق