يعزو خبراء ضعف استخدام الجزائريين لفيسبوك، إلى أسباب عديدة من أهمها سوء خدمات الانترت وسيطرة السلطات عليها، وتباين الآراء حول تأثيره الاجتماعي والثقافي. لكن الشباب الجزائري يتوخى سبلا عديدة في التواصل الإلكتروني.
8 بالمائة فقط من الجزائريين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بحسب تقرير الإعلام الاجتماعي العربي الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية و تعرف الجزائر ضعفا في استخدام الشباب الجزائري لمواقع التواصل الاجتماعي قياسا بمصر او تونس .
ويرجع عدد من الشبان من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا لـ DW ذلك إلى تفضيلهم للدردشة الإلكترونية عن طريق بريدهم الشخصي او استعمال تقنية سكايب للتواصل الاجتماعي، لأن هذه الخدمة على الفيس بوك ليست مرنة بسبب ضعف التزويد بخدمة الانترنت في الجزائر وتفضيل الدردشة الإلكترونية، ناهيك عن الشكوك ونظرة الريبة حول خدمات فيسبوك.
شكوك حول اختراق البينات الشخصية
و يقول فيصل، 18 سنة، انه فتح حسابا على فيسبوك لكن قلما يستعمله ويفضل الدردشة عبر سكايب مع أصدقائه وأقربائه، اما صديقه عدنان فيتحدث عن الضعف الكبير الذي يعرفه التزويد بشبكة الانترنت في الجزائر مما يجعله يتصفح فقط بريده الإلكتروني في الوقت الذي يلقي نظرة خاطفة على حسابه الشخصي نظرا لصعوبة تحميل الصفحة .
الشباب الجزائري يتوخى سبل عديدة للتواصل عبر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة
اما عاليا، 24 سنة، التي كانت متواجدة رفقة عدنان وفيصل بإحدى مقاهي الانترنت بالعاصمة فهي تعتبر ان فيسبوك هو مساس بالحياة الشخصية للأفراد ولهذا لم تفتح حسابا لها على هذا الموقع. وتؤكد ان العديد من الشبان يشاطرونها الرأي ، وتروي انها كانت قد فتحت صفحة على فيسبوك بعد ان ذاع صيته في الجزائر حيث وضعت صورتها على الحائط كما ضمنت كل بياناتها الشخصية من اجل التواصل مع أصدقائها والتعرف على أصدقاء جدد، لكنها فوجئت على ان صورها باتت تتداول من قبل أصدقاء أصدقائها والتي لم تضيفهم ضمن حسابها الشخصي الأمر الذي أزعجها ودفع بها إلى غلق صفحتها. ولهذا تقول عاليا انها تفضل استخدام شبكة الانترنت لإنجاز بحوثها وتتواصل مع أصدقائها عبر تقنيات الدردشة الإلكترونية ولا داع ، حسب رأيها، لان تعرض "بياناتها الشخصية على القاصي والداني".
ويستعمل فتحي بدوره موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لكنه فتح حسابا بإسم مستعار لانه لا يثق كثيرا بفيسبوك على أساس انه في القترة الأخيرة أصبح يستخدم "لزرع الفوضى في بعض الدول ويعمل على تحقيق مخططات أجنبية" ، كما يقول فتحي، لكنه يستدرك بأن لديه فضولا كبيرا في الإطلاع على أخبار العالم عبر حسابه الشخصي حيث تنشر أشرطة فيدو حول ما يحدث في دول أخرى من قصص وطرائف ومآسي وحروب. وسجل فتحي نفسه ايضا ضمن المجموعات الخاصة بالأحداث السياسية في مختلف البلدان العربية كما انه "مواظب على الاشتراك في حملات المقاطعة التي يشكلها مستخدمو فيسبوك كتلك المتعلقة بمقاطعة فيلم عمر بن الخطاب او إسقاط نظام الأسد او مساعدة المسلمين في بورما من الإبادة الجماعية".
و يشكك محمد، 33 سنة، موظف حكومي في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ويقول انه كان قد فتح حسابا خاصا به عبر هذا الرابط لكنه سرعان ما أغلقه بعد ان جرى الحديث على أن فيسبوك وتويتر تستخدمهما الاستخبارات الأمريكية "من أجل التجسس على الناس ومعرفة حياتهم الشخصية".
الشباب الجزائري مدمن على الانترنت
وكشفت دراسة حديثة أعدتها ”ميديا كوم” وهي شركة جزائرية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن 66 بالمائة من مستخدمي الشبكة العنكبوتية بالجزائر مدمنون على الانترنت، وتكشف الدراسة أن أنشطة وسائل الإعلام التقليدية صحف، مشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى والدردشة مع الأصدقاء.. هي الآن الأكثر اطلاعا وقراءة على شبكة الانترنت، مشيرة إلى وجود اختراق للشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر حيث بلغ عدد الاعضاء الجزائريين بموقع التواصل فيسبوك 2,1 مليون مشترك لكن الرقم بعيد كل البعد عن تلك التي وصلت إليها دول عربية أخرى.
وكتبت جريدة "الوطن" الفرنكوفونية نقلا عن إحصائيات قام بها فيسبوك أن عدد مستخدمي الموقع الاجتماعي في الجزائر وصل إلى أكثر من مليوني مستخدم، أي نحو 6 بالمائة من مجموع عدد سكان البلاد البالغ حوالي 35 مليون نسمة. كما تم تصنيف الجزائر في المرتبة 52 عالميا والسادسة على المستوى العربي بعد مصر (7.2 مليون مستخدم) والسعودية (3.8 مليون) والمغرب (3.4 مليون) ثم تونس (2.2 مليون) والإمارات (2,2 مليون متعامل)، كما تظهر نفس الدراسة أن 90 بالمائة من المستخدمين الجزائريين لا تتجاوز أعمارهم 44 سنة، و68 بالمائة من المستخدمين رجال و32 بالمائة نساء.
انتقادات لخدمات الانترنت في الجزائر وهيمنة الحكومة عليها
"السلطة وراء ضعف استخدام مواقع التواصل الإجتماعي"
ويتهم المدون الجزائري ياسين زايد السلطة في الجزائر بالسيطرة على المواقع الاجتماعية من خلال استقدام عتاد ضخم لمتابعة ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي وحجب الكثير من المواقع كما تحدث الناشط المعارض ياسين زايد في لقاء مع DW على سيطرة مؤسسة واحدة في الجزائر (اتصالات الجزائر) على خدمات الانترنت، بالاضافة إلى عنصر ضعف الخدمات مما جعل الجزائر من بين أضعف الدول في العالم (سرعة الانترنيت). و لا يتفاءل ياسين زايد بمستقبل حضور الشباب على المواقع الاجتماعية في الجزائرفي "ظل مواصلة السلطة قمع الحريات".
رتيبة بوعدمة - الجزائر
مراجعة: منصف السليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق