الاعتقالات في قطاع غزة تثير المخاوف والإشاعات
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: اتهامات لأمن حماس بملاحقة عناصر فتح في القطاع (صورة أرشيفية من عام 2006)ما تزال الاعتقالات التي قامت بها سلطات الأمن الداخلية في غزة تثير تساؤلات أبناء القطاع، وقد غذى عدم ذكر كافة أسماء المعتقلين الإشاعات بين المواطنين عن هوية المعتقلين والتهم الموجهة إليهم. وبات كثيرون يشعرون بالقلق.
تشغل الاعتقالات التي تقوم بها سلطات حماس قلق أبناء قطاع غزة وتثير حيرتهم إلى درجة باتوا يتساءلون معها عن الذنب الذي اقترفه المعتقلون. وقد طالت هذه الاعتقالات شخصيات لها وزنها، مثل الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ والدكتور.جمعة السقا. ولم تعلن حماس العدد الرسمي للمعتقلين، مما فتح الباب واسعا أمام المواطنين لنسج شتى القصص والإشاعات.
وكان إيهاب الغصين المتحدث باسم الداخلية قد أوضح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته داخلية حماس قبل أيام" أن عدد العملاء محدود الوجود في الساحة الفلسطينية, إلا أنهم يمثلون خطرًا حقيقيًّا " ومن بين من يوصفون بأنهم عملاء لإسرائيل لم يذكر الغصين في حديث مع دويتشه فيله إلا اسم الدكتور جمعه السقا، نائب مدير عام مجمع الشفاء الطبي، واصفا إياه:"بالعميل لسلطه رام الله ومنسقا مع الجهات الإسرائيلية" وقال إن هروبه إلى الضفة "تم بالتنسيق مع سلطة رام الله وإسرائيل." لكنه لم يشر إلى نوعية التهم الموجهة إلى بقية الموقوفين.
"أصبحنا نخاف حتى من الحديث مع الآخرين"
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: أكرم عبدالشافي معتقل فتحاوي سابق لدى حركة حماس وفي خضم الاستفسارات عن هذه الاعتقالات وردود الفعل عليها يعبر كثيرون من أبناء غزة عن استيائهم، مثلما يفعل بلال عامر صاحب أحد المحلات التجارية في حديث لدويتشه فيله "المؤتمر ساوى بين الاحتلال والسلطة في رام الله، وأصبح المواطن أو الموظف يخشى الاتصال بسلطة رام الله للاستفسار عن أمور تخصه في عمله، أو عن تحويلات للمرضى للعلاج في الخارج، وأصبحنا نخاف من الاجتماعيات والمناسبات وحتى من الحديث مع الآخرين." وبنبره تعجب يضيف:" الداخلية لم تكشف عن كبر وحجم ما كانوا يتحدثون عنه مسبقا عن مئات العملاء. والداخلية تكلمت عن واحد وتركوا كل الموقوفين أمام الإشاعات والروايات."
وباللهجة نفسها يتحدث أحمد من جامعة الأزهر:"غزة سقطت في بحر من الإشاعات بسبب الاعتقالات غير المبررة بشكل واضح، الداخلية مرة بتقول عملاء، ومرة بتقول مش كل اللي بتم القبض عليهم عملاء، طيب ليش ما يحكوا كل واحد شو تهمته؟ " ويقول سائق سيارة أجرة :"إن حديث الركاب معي لا يخلو طوال اليوم من سيرة قتل الأمن للدكتور معاوية حسنين، ومرة يقولوا لا مش ميت ولا عميل، هو فقط بنسق مع سلطه رام الله." ويضيف: " هذه الإشاعات بتشوه سمعه الناس، وفى بعض ناس اعتقلوها خدمت البلد من زمان، وفى رُكَابْ بقولوا هذه تصفيات حسابات سياسية."
إلا أن شاباً لم يكشف عن اسمه قال:" المؤتمر وضح بما يكفى، واعتقد أن لا نقاش الآن، أكيد ما أوضحوا وأخفوا أشياء لدواعي أمنية، مش معقول يكشفوا كل شيء, مخابرات دول كثيرة بتخفي لسنين هذه الأشياء, لأسباب تتعلق بالتحقيقات." وكان برفقته شاب دفعه بيده مازحا قائلا :" والله إن المؤتمر لتشويه صورة فتح علشان يقولوا هي بتحرس العملاء، وبتنسق مع إسرائيل."
مركز حقوق الإنسان يشير إلى الخطر
في حوار مع دويتشه فيله أكد راجي الصورانى رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن اتصالات جرت مع حكومة حماس بشان الاعتقالات دون توجيه تهم واضحة:" قلت لهم أنتم تخاطرون بسمعه شخصيات اعتبارية، لها وزنها الاجتماعي وتهددون بتفتيت النسيج الاجتماعي، وتعتقلون دون معرفة اسر المعتقلين عن مصير أبنائهم" وأضاف الصوراني أن المركز أعرب عن قلقه حول مصير المعتقلين. "قلنا لهم لم تتركوا للمعتقلين فرصة لتوكيل محامين عنهم". ثم يورد المثل الشعبي "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ليتساءل: "كيف بريء أو مدان دون معرفه تهم واضحة، أوحتى مقابلة محامين؟ ".
هوس أمني وشائعات خطيرة
ويعتبر المحامى ناهض محمد في حديث لدويتشه فيله:" أنه على الرغم من إجماع الفلسطينيين على القضاء على ظاهرة العملاء، إلا أن ذلك أثار حالة من الهوس الأمني والشك في صفوف المواطنين، وترك الباب مفتوحا للشائعات والتكهنات، وانتشرت في الشارع الغزاوي معلومات وشائعات مختلفة عن اعترافات خطيرة لعدد من الموقوفين والمشتبه بهم، ما خلق حالة من الخوف".وشدد ناهض على أن:"ملاحقة العملاء يجب أن تكون بحكمة عالية وعقل منطقي، فالمجتمع الغزاوي صغير والعملاء والمشتبه بهم لهم عائلات وأبناء مازالوا جرحى وأسرى".
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: عدم الكشف عن عدد وهوية المعتقلين والتهم الموجهة لهم يخلق بيئة ملائمة للشائعات وفي حديث ل دويتشه فيله مع أكرم عبد الشافي من كوادر حركة فتح، الذي كان معتقلا من قبل أجهزة أمن حماس، يقول:" اعتقلتني أجهزة حماس الأمنية عدة مرات دون توجيه تهم ثابتة وواضحة. إلا أن الاعتقال الأخير كان خمسة أيام في موقع الدرديسى في المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس." وعندما تحدث أكرم قليلا عن فترة الاعتقال قال:"لن أخاف سأقول كل ما جرى معي، وجهوا لي إهانات بذيئة جدا، وتعرضت لتعذيب جسدي ونفسي طيلة الأيام الخمسة، وحرموني من النوم ولولدقائق".لكن، كما أضاف أكرم، لم تثبت عليه أي إدانات، لهذا لم يتعرض للمحاكمة أو السجن. أما التهمة الموجهة إليه فهي، كما يقول، انتماؤه إلى الكوادر الفتحاوية النشطة، لهذا "أُجبرت على توقيع تعهد بغرامة 10000شيكل (2500دولار) إذا قمت بأي نشاط يخدم حركة فتح."
شوقي الفرا ـ غزة
مراجعة: منى صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق